هكذا تكلَّمت ناهد
عن هكذا تكلَّمت ناهد
ناهد صبيّة قيّضت لها الحياة أشخاصاً ارتقت على سلالم حبّهم درجات الحكمة، أشخاصاً لا تستطيع أن تلتقي بهم كلّ يوم، قايضتهم ناهد حبّها وجسدها مقابل تعلّم النّبوغ، فهل نجحت ناهد؟ وهل تنجح ناهد في كلّ مرّة يفرض عليها المجتمع الذكوري مبادلة النّجاح برغباته؟ تعالوا نسمّي ولو لمرّة واحدة الأشياء بمسمياتها، تعالوا نخرج من تحت عباءة المفاهيم الخاطئة والمبادئ المجتمعيّة التي تحرّم الخوض في التّفاصيل التي نفعلها في خفاء الشهوة وننكرها تحت شمس الأعراف والتقاليد، نحللها إذا غاب الرّقيب ونحرّمها إذا حضر، نأتيها وننزّه أنفسنا عنها، نتهم غيرنا بها ونحن أهلها. في روايته "هكذا تكلّمت ناهد" يكسر عادل شريفي تابوهاً آخر من تابوهات المجتمعات الشّرقيّة، متّخذاً الجنس حاملاً رئيسياً لأحداث قصّته، فمن خلال علاقات بطلته ذات الشّخصيّة المركبّة "ناهد" يسلّط الضّوء على أهمّ المشاكل المجتمعيّة في وطننا العربي من المحيط إلى الخليج، القمع، القضيّة الفلسطينيّة، النّزعة الذكوريّة، الانغماس في الشهوات، التعالي، الرّقابة الأمنية، الشذوذ، كلّها مواضيع أضاء عليها الكاتب في روايته بطريقة جذّابة متجاوزاً جميع الخطوط الحمراء إنّما بطريقة غير مبتذلة، ومدروسة، إذ وظّف المقاطع الحميميّة والوصف الدّقيق لخدمة فكرته الأساسيّة بأسلوب عالٍ من الاحترافيّة. "هكذا تكلّمت ناهد" رواية لا تقرأها كلّ يوم، آمل أن أكون قد وفّقت في نقل الواقع كما هو، ببشاعته وصدقه، أتمنى لكم مطالعة ممتعة.
صانع المحتوى: عادل شريفي
الفئة: رواية