السرد الروائي في صناعة المحتوى

هناك ثلاثة هورمونات أساسية عليك تحفيزها لتستطيع من خلال قصتك أن تؤثر على عقل ومشاعر الإنسان. يتم ذلك عبر امتلاكك لأدوات ومهارات تكتسبها بالممارسة والتمرين، ولكن أيضًا عبر تثقيف النفس لتجميع العناصر والأمثال الحيّة التي عليك أن تستخدمها في سردك للقصة.

لتصل بمحتواك إلى جمهور عريض ولتنتشر فيديوهاتك أو كتاباتك على نطاق واسع، عليك أن تجيب عن الأسئلة الثلاثة التالية: لماذا أنا أصنع هذا المحتوى وما الغاية منه؟ لماذا الجمهور سيشاهده أو يقرأه حتى النهاية دون أن يمل منه؟ ولماذا سيتشاركه مع الباقين من حوله؟

أول شيء يفتقده المرء عند الاحتضار هو الإبداع. إذًا الإبداع هو أعلى مراحل الحياة. أن تفكر خارج الصندوق ليس فقط مرتبطًا بالتقنيات، بل بسيكولوجية الإنسان، وقدرته على تلقي كل ما يجري من حوله، إعادة ترتيبه وتجميعه وطرحه بقالب مختلف تمامًا، يمثّل الجنون والإبداع داخلنا.

الفرق كبير جدًا بين أن تشاهد أو تقرأ، وبين أن تعيش الحالة بكل أحاسيسك. على صانع المحتوى الناجح أن يجعل الجمهور يعيش الحدث ويتفاعل معه حتى يكاد يصبح واحدًا معه يتأثر به ويندمج فيه كليًّا. على محتواك أن يكون حقيقيًّا ومنطقيًّا وقريبًا من واقع الحياة ويومياتها.

إن لم تكن تملك بحثًا جيدًا لن يكون لك قصة جيدة. هناك نوعان من الإدراك: الإدراك الحسي الذي نتشاركه مع أغلب مخلوقات الارض، والإدراك العقلي الذي يمتاز به البشريون فقط، والذي يجعلك مؤهلًا لأن تقود بحثًا عميقًا لإيجاد الأجوبة التي منها ينبثق قالب قصتك المقنعة.