مقبرة الانكليز
عن مقبرة الانكليز
في رواية الكاتب العراقي علاء شاكر "مقبرة الإنكليز"، تسرد الحوادث بلسان الموتى أو القتلى الذين تعرضوا للتصفية الجسدية على أيدي أشخاص مجهولين. تُصنّف الرواية ضمن أدب الغرابة، رغم لغتها المألوفة، فالغرابة نوع من الخيال المرتبط بالخوف وانعدام الأمن والوحشة والتوجس. إنها باختصار خيال الوحشة، وليست خيال التفاؤل والبهجة وأحلام اليقظة. يبدو السارد الأول في الرواية شخصية ضعيفة لا دور لها سوى سرد حوادث موت أشخاص آخرين كما أن سبب قتله لم يكن واضحاً، في إشارة دالة على أن القتل لم يكن على أساس صراع المصالح كما هي حال الإشارات الدالة التي يكرسها عنوان الرواية "مقبرة الإنكليز" فالقتلى فيها جنود بريطانيون جاؤوا لاحتلال بلد اسمه العراق. إستطاع الروائي علاء شاكر أن ينتبه إلى خصوصية عالم الأموات، فهم أشباح هائمة ترى كل شيء ولا يمكن رؤيتها، كما أنها تستطيع التنقل بحرية في المكان من دون عوائق تذكر. كما أنّه يعالج عنوان روايته بذكاء خاص إذ تُشعرنا نهايتها بأن موتى المقبرة، الغابرين منهم والمعاصرين، تكاتفوا وخرجوا احتجاجا وهم يتمردون جميعاً على قتلتهم، فيتخطون قبورهم ويغادرون مقبرة الإنكليز، متجهين نحو جسد المدينة المثخن بالجروح وروحها الميتة، في تظاهرة غريبة أشدّ غرابة مما يحصل، حتى أن أهل السماء ضجّوا بالسؤال عن سبب تعطل صعودهم.
صانع المحتوى: علاء شاكر
الفئة: رواية