غاندي

عن غاندي

كان السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلالها رائداً للساتياغراها، وهي مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، وهو معروف في جميع أنحاء العالم باسم المهاتما غاندي، أي (الروح العظيمة. قام غاندي باستعمال العصيان المدني اللاعنفي حينما كان محامياً مغترباً في جنوب أفريقيا، في الفترة التي كان المجتمع الهندي خلالها يناضل من أجل الحقوق المدنية، وبعد عودته إلى الهند في عام ١٩١٥، قام بتنظيم احتجاجات من قبل الفلاحين والمزارعين والعمال في المناطق الحضرية ضد ضرائب الأراضي المفرطة والتمييز في المعاملة. بعد توليه قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام ١٩٢١، قاد غاندي حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصادياً. قبل كل شيء، كان يهدف إلى تحقيق "سوارواج" أو استقلال الهند من السيطرة الأجنبية، قاد غاندي أيضاً أتباعه في حركة عدم التعاون التي احتجت على فرض بريطانيا ضريبة على الملح في "مسيرة ملح داندي" عام ١٩٣٠، والتي كانت مسافتها ٤٠٠ كيلومتر. تظاهر ضد بريطانيا لاحقاً للخروج من الهند. قضى غاندي عدة سنوات في السجن في كل من جنوب أفريقيا والهند. بانتهاء عام ١٩٤٤ وبداية عام ١٩٤٥ اقتربت الهند من الاستقلال وتزايدت المخاوف من الدعوات الانفصالية الهادفة إلى تقسيمها إلى دولتين بين المسلمين والهندوس، وحاول غاندي إقناع محمد علي جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل. وتم ذلك بالفعل في ١٦ أغسطس ١٩٤٧، وما إن أعلن تقسيم الهند حتى سادت الاضطرابات الدينية عموم الهند وبلغت من العنف حداً تجاوز كل التوقعات فسقط في كلكتا وحدها على سبيل المثال ما يزيد على خمسة آلاف قتيل. وقد تألم غاندي لهذه الأحداث واعتبرها كارثة وطنية، كما زاد من ألمه تصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان بشأن كشمير وسقوط العديد من القتلى في الاشتباكات المسلحة التي نشبت بينهما عامَي ١٩٤٧/١٩٤٨ وأخذ يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين طالباً بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة. لم ترُق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل في ٣٠ يناير ١٩٤٨ أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى غول سي ثلاث رصاصات قاتلة سقط على إثرها المهاتما غاندي صريعاً عن عمر يناهز ٧٨ عاماً. تعرض غاندي في حياته لست محاولات لاغتياله، وقد لقيَ مصرعه في المحاولة السادسة في ٣٠ يناير ١٩٤٨، وقال غاندي قبل وفاته جملته الشهيرة (سيتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون وفي النهاية ستنتصر).

صانع المحتوى: عبد الحليم حمّود

الفئة: سيرة ذاتية