سوميا
عن سوميا
لطالما اقترن الإيمان بالسرية سوى أن كان ما هو مخزون في القلب أو مدعوم بالفعل، قوة الايمان هو أن تؤمن بشيء لا تراه بل تستشعره بقلبك. لذلك من أركان الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته واليوم الاخر وكل ما هو غيبي. وهو ما يتعارض مع فكر العلمانية التي تدحض الجانب الروحي والعالم الماورائي. لذلك نجد أغلب من ينتسب إليه لا يؤمن بوجود شيء غير مرئي ومادي ويتعارض مع العلم كالجن والسحر والملائكة. يقول الفيلسوف توماس رايد "أنه ملاحظ تاريخيا الإنسان عندما تعرض عليه قضية خبرية فهو يميل للتصديق" ولكن ما الفرق بين أن تؤمن بتنبؤات شعب المايا حول حتمية حدوث بعض الكوارث الطبيعية وانهيار المجرات الكونية وحساباتهم الرياضية الدقيقة لنهاية الكون وبين أن نصدق بتنبؤات هيئات الأرصاد الجوية أنْ يوم الاثنين القادم مثلا سيكون ممطرا؟ وما الفرق بين إيمان الإنسان بوجود الحياة الأخرى وبين إيمان العصر الحديث أن كائنات الحية لها أصل مشترك وأنها تطورت من طور إلى آخر؟ أو ما الفرق بين إيمان طالب جامعي بوجود جسيمات فيزيائية لا ترى بالعين المجردة ولا حتى بالمناظير تسمى إليكترونات وبروتونات وبين إيمان إنسان بوجود أرواح طيبة وشريرة تحيط بحياة البشر؟ وأنا اقول ما الفرق بين وجود الجراثيم التي لا نراها بأعيننا ولا نشعر بها والتي تتسبب للبشر من أمراض وآلام وبين الجن والشياطين التي هي جزء من العالم الغيبي والتي من دونها لا يقوم وجود السحر. من منا لم يربط فشله أحيانا بالعين أو السحر. من منا لم تأته الرغبة أحيانا في الذهاب إلى عراف أو ساحر حتى لو كان لا يؤمن بالأبراج وعلم الفلك.
صانع المحتوى: حسن البوعبيدي
الفئة: رواية