جريمة في القصر الملكي
عن جريمة في القصر الملكي
في تلك الليلة بالذات كان الهواء باردًا للغاية على الرغم من أنه فصل الصيف. كانت مملكة الشمال تشهد طقسًا غريبًا لم تشهده من قبل. غاب القمر في السماء وتكدست السحب منذرةً بهطولٍ غزيرٍ للأمطار. وقفت مساعدة الطاهية تنظر إلى النافذة في غرفة الخدم بالقصر الملكي وهي تشعر بالقلق والخوف، ولكنها لم تعلم السبب في هذا الشعور الغريب. إنه وقت النوم ولكنها لا ترغب فيه، فهي تشعر بأن هناك ما يمزق قلبها ويعتصره. وضعت يدها ناحية قلبها وبوجهٍ ممتعضٍ نظرت ناحية النافذة فرأته أمامها. اتسعت عيناها دهشةً لما رأته في السماء في تلك الليلة فهي لم تشهد مثله من قبل. إنها تعلم جيدًا أن ما تراه في السماء لا يبشر بالخير أبدًا. زاد شعورها بالقلق والخوف وتسارعت دقات قلبها فكانت تشعر بها أكثر من ذي قبل. تذكرت الأساطير التي لطالما سمعت عنها في القرية، وتذكرت ما كانت جدتها تقوله لها دائمًا وهي طفلة فابتلعت ريقها ثم نظرت حولها إلى الخدم النائمين بسلام على فراشهم لا يكترثون لشيء. نفضت تلك الأفكار السخيفة عن عقلها وقررت الذهاب إلى فراشها لتنام، ولكنها لم تفعل. سمعت أصوات هامسة قادمة من خارج الغرفة فانقبض قلبها مرةً أخرى وشعرت بالخوف. تقدمت بخطواتٍ هادئةٍ ناحية الباب واقتربت منه للغاية ثم ألصقت أذنها به لتسمع بوضوحٍ أكثر.
صانع المحتوى: زينب محمد طه
الفئة: رواية