الحب في زمن العزل

عن الحب في زمن العزل

فوق سطح أحد العقارات، بدت الشمس مزهرة تمامًا كعباد الشمس، تنثر أشعتها في الأفق بلا هجير، كأنَّها تترفق بمن تحتها بعد يوم شديد الحر في صيف شهر يونيو. صعد الحاج سمير مصطحبًا المهندس ماهر للقاء السيدة عجيبة في غرفة صغيرة فوق سطح البناية الواقع بها الشقة، السطح يبدو فسيحًا ونظيفًا سوى من بعض الأغراض القديمة التي يبدو أن سكَّان العقار لم يتخلوا عنها بالكلية، فهذه ثلاجة قديمة جدًّا من الستينات ربما تصلح كخزانة كتب، وتلك عدة هاتف بها قرص دوار قد تصير لعبة لأحد الأطفال قريبًا، وهناك كرسي من خشب البامبو لكنَّه مكسور ربما يلجأ أصحابه لإصلاحه يومًا، كل  تلك الأغراض بقيت كما هي لبضع سنوات فيما يبدو كعادة مصرية أصيلة، عدم التفريط في شيء ربما يكون له نفع في المستقبل، لا عجب أن قدماء المصريين كانوا يحتفظون بجثث الموتى وأواني الطبخ وأدوات المنزل في المقابر، وها هم أحفادهم يستلهمون منهم ذلك لكن بلا تحنيط وبلا براعة وبلا أي أسرار تُذكر.

صانع المحتوى: فتوح راشد منصور

الفئة: رواية