الإتجاهات الحديثة في تعليم مهارات اللغة العربية
عن الإتجاهات الحديثة في تعليم مهارات اللغة العربية
في عصر تبدو فيه المنافسة على أشدّها بين أفراد الهيئة التعليمية، نجد أن البقاء للأقوى، ونعني بـ«الأقوى» المعلم / المربّي ذا القدرة والكفاءة العلمية والإنتاجية والأساليب الإبداعية الفعّالة. من هنا جاءت فكرة كتابي «كيف تكون معلّماً ناجحاً» وقد احتوى خبرة تجارب كبيرة ودورات تدريبية كثيرة تتطلب من المعلم الكثير من الوقت والمال والجهد ليستطيع الإلمام بأهمها أو الوصول إليها، ومن هنا أردت كتابي دليلاً للمعلم ليكون أقوى معرفةً وكفاءةً وقدرةً على النجاح والتميّز والإنتاج والإبداع. ولا شكّ في أن تعلّم اللغة يختلف عن تعلّم الموضوعات الأخرى، فهو ليس قضية اكتساب معلومات معيّنة، ولا مسألة استيعاب حقائق بعينها، ولا هو بناء معرفة في المواقف الأكاديمية أو العمليّات الفكرية وحسب، ولكنه يتجاوز ذلك كلّه إلى تكوين المهارات والعادات اللغويّة، ولا يحسن بطالب أو معلّم مختصّ في اللغة العربية وتعليمها أن يكون حافظًا للقواعد النحويّة والألفاظ اللغويّة ثم لا يقيم سطرًا، ولا يقرأ صفحة قراءة صحيحة، ويلحن في حديثه، رغم أنه قد حصّل علمًا، لكنه لم يحصّل الملكة التي هي نتاج تعلّم اللغة وهدفها وأساسها، وهذا ما أشار إليه ابن خلدون في مقدّمته حين أشار إلى أن تحصيل هذه الملكة يحتاج إلى شيء من المعاناة والممارسة والتدريب المستمرّ والتحديث في طرائق التعلّم والتعليم، ومن هنا جاء كتابي الثاني في الموسوعة التربوية «الاتجاهات الحديثة في تعليم مهارات اللغة العربية» ليلبّي هذا الغرض.
صانع المحتوى: كوكب دياب
الفئة: تربية