العولمة والسيادة

About العولمة والسيادة

مما لا شك فيه بأن هناك تغيرات جذرية طرأت على النظام العالمي الحديث من حيث سقوط نظرية الآحادية القطبية الأمريكية التي احتلتها الولايات المتحدة عقب تفكك الاتحاد السوفياتي السابق في ٢٥ كانون الاول / ديسمبر ١٩٩١، وبدء تشكل أقطاب جديدة صاعدة يتمثل أبرزها في الاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية، إضافة إلى بروز العديد من التنظيمات الدولية ذات المظهر الاقتصادي (شنغهاي - البريكس) والمضمون السياسي... لقد انعكست آثار العولمة على كافة الميادين الدولية ومنها سيادة الدول التي هددتها مفاعيل هذه العولمة، لجهة كيفية تطويع المفاهيم المتعارف عليها عالمياً لمصلحة الدول بدلاً من أن تكون في خدمة دول العالم أجمع، مما أدى إلى قيام أزمات عالمية بدلاً من أن تساهم في رفع المستوى العام لكل دولة بكافة مجالاتها... لقد اصبح الاقتصاد أحد أهم الدوافع الأساسية وراء العديد من التوترات الدولية، حيث أضحت الطاقة، بكافة تشعباتها، من أبرز قضايا الصراع في العالم إذ انطلقت الدول من مقولة فحواها "من يسيطر على الطاقة يسيطر على العالم". ومما لا شك فيه أيضاً أن قواعد الجغرافية السياسية (الجيوبوليتيك) أمست المحرك الكبير للتوترات الدولية والاقليمية بحيث أن تمركز الدول أو إقامة أنظمة حليفة لها في المناطق الحساسة جغرافياً باتت هدفاً تسعى إلى تحقيقه بغض النظر عن الكوراث التي قد تتأتى من جراء ذلك... إن الدول الكبرى لا تتوانى عن استخدام كافة الوسائل، بما فيها الارهاب إذا اقتضى الأمر، من أجل تحقيق مصالحها مستغلة التوترات الداخلية أو الاقليمية واللعب على التناقضات بغية تحقيق مكاسب ونتائج إقتصادية تصب في خدمة أهدافها واستراتيجيتها.

Creator: Aalwan Ameen Al Deen

Genre: Research