الفقراء وحدهم يموتون

عن الفقراء وحدهم يموتون

الفقراء هم حطبُ كلّ حربٍ، مقدّسة كانت أم مدنَّسة. الكلّ يرمي بهم في أتون مصالحه التي يلوّنها لهم كي يرونها مناسبة لتضحياتهم. والمشكلة أنّهم جاهزون لرمي كلّ ما يملكونه -على قلّته- في تلك النّار التي لا تشبع. ربّما لأنّهم خفيفو الوزن تحملهم رياح العصبيات والعواطف لمسافات أبعد، أو ربّما لفقرهم هم متّهمون دائماً بقلّة الولاء، كونهم لا يبذلون الكثير المال في أوجه التملّق والتزلّف والرّياء، وعليهم أن يبرهنوا بدمائهم على استحقاقهم للاحترام والعيش الكريم في بيئاتٍ ليست تكترث بهم إلا حين يموتون لأجل هدفٍ لا يتقاطع مع أيّ من تطلعاتهم. الفقراء قمح الأرض الذي كثرت مناجله، الملح الذي تحتاجه مطابخ المتخمين بكثرة، مع أنّ أكلهم الصّحي قليل الملح، إلا أنّهم يكثرون الطّبخ. يأكلون القليل ويرمون الباقي في سلل المهملات. مع الأسف لا أحد يسألك فيما إذا كنت ترغب أن تكون ملحاً، هم يذيبونك في طعامهم وحسب.

صانع المحتوى: عادل شريفي

الفئة: قصص قصيرة